السبت، 16 أغسطس 2008

مشهد...


عارف يعنى ايه وطن يا أحمد؟



البرىء

اصفر


جاءت للحياة فى يوم تعرف تاريخه جيدا
طفله بالحضانه:اوصتها امها الا تلعب مع(الصبيان)...نظرت اليهم من بعيد..لن تلعب معهم لان اللعب معهم(عيب ومايصحش)...صحيح انها لاتعرف ما (العيب) فى اللعب مع (عمر) بشعره الاصفر القصير..تحب الشعور (الصفراء)كثيرا...ورغم ذلك عندما عرض عيها(حماده)لون اصفر رائع تلون به الشمس التى رسمتها فى كراس الرسم الصغيرة رفضت فى شده وهى تتذكر كلام امها (عيب ومايصحش)...وعندما استلقت على فراشها الصغير فى الليل كانت تتمنى الذهاب الى الحضانه فى اليوم التالى وهى تذكر شعر (عمر) المضىء كالشمس وابتسمت ولكنها اخفت ابتسامتها بالاكراه ونامت وهى تردد(عيب ومايصحش)...
*********************
فى الابتدائيه:مرحله جديده عليها..كانت تبدو رائعه الجمال فى الزى الرمادى المميز..شعرها الاسود معقوص الى الخلف..كانت تتمنى لو تحل هذه (التوكه)التى تقيد شعرها وتتركه منسدلاعلى كتفيها كما ترى الفتيات فى التلفزيون وكما تفعل(نرمين)صديقتها.. وعدما اخبرت امها نظرت لها شزرا وقالت (ماتقوليش كده تانى ..كده عيب.)واشاحت بوجهها وهى تكمل(ومايصحش كمان)..اعتادت على شعرها المعقوص وحتى نظرتها الى نرمين اختلفت واصبحت عندما تراها كانت تمط شفتيها فى اشمئزاز...


تذهبت الى درس العربى و(ذيل الحصان)الاسود الطويل يهتز خلفها..لا ترفع راسهاابدا عن الارض كانها خاطئه..وجدت المقعد الوحيد الخالى بجوار (عمر)و شعره الاصفر يلمع تحت اضاءة النيون كالشمس وأبتسامته الغير أرضيه...خفضت عينيهاالى اسفل وقد اعمتها الشمس الصغيره التى تكلل راسه وقد غزت وجنتيها حمره شديده وجمله واحده تترد فى راسها(متبصيششش...عيب..مايصحش)...نامت فى الليل وهى تفكر فى تلك الشمس التى تكلل راسه وجملة واحده كانت تخنق ذلك الحلم المشمس (عيب ومايصحش..عيب)
*******************************
كبرت ..تعرف هذا وتشعر بهذا فى كل خليه من خلاياها...طولها فارع وشعرها اسود ينسدل حتى اسفل ظهرها وجسدها قد ظهرت ملامحه اسرعت امها اليها بطرحه عملاقه لم تفهم لم يجب ان تدارى شعرهاوهى مازالت فى الثالثه عشره فقط..لم تعرف سر نظرةامها الناقدة دائما الى جسدها ولم تعرف سر ضيق اخيهابعينيا الناعستين ورموشهما الطويله ولكنها عرفت انها يجب ان تدارى اى تغير جديد عليها..ستلف جسدها باى شىء واسع وستضع فوق راسها اى شىء ضخم ..ستئد اىشىء جديد طرا عليها كانها جرم..حتى حصص العربى التى كانت تحب فيها تلك الشمس الصغيره اياها لن تذهب اليها من جديد لان اخيها الاكبر اصر ان تاخذ كل دروسها مع فتيات فقط..
وفى الليل وقفت امام المراه وقد استيقنت بان جميع من بالبيت قد نام شدت قميص نومها الواسع حول جسدها وفردت شعرها الاسود حول وجهها واستدارت امام المراه وهى تبتسم وتخيلت نفسها بفستان كفاستين الاميرات..ربما عندها تغمرها الشمس التى تحلم بها كلما رات عينى عمر الصافيتين وشعره الذهبى وأبتسامته...افلتت القميص من يدها ودوت فى عقلها الجمله المعهوده(عيب ومايصحش)..

**************
استلقت على فراشها الصغير وقد ارقتها احلامها التى تعلم جيدا انها لن تطولها يوما..اغمضت عينيها وهى ترى نفسها بفستان لامع ذهبى اللون فى نفس لون شعر(عمر) ويرقصان معا على انغام حليم الذى تحبه كما تحب الشمس ابتسمت فى ظلام الغرفه وتلاشت ابتسامتها وانتفض قلبها فى قوه وهى تسمع صوت اخيها الكبير ياتى من الخارج..وضعت الوساده على راسها لتمنع الصوت من الوصول لاذنيها..لم كل شىء فى هذا البيت (عيب ومايصحش)؟؟؟
**************************
سنه واحده فقط..سنه واحده وستكون فى الجامعه التى يذهب اليها اخيها..تسمع مكالماته مع صديقاته وقد تغير صوته واخذ يلقى بالنكات ويمزح كما لا يفعل ابدا مع اى شخصيتحول الى كائن رقيق كالحلم..وعندما ينهى مكالمته كان ينعتهن باقبح النعوت..كان ترتجف وهى تسمع وصفه له..اذا كانوا بهذا السوء فلم يكلمهم؟؟لم يصاحبهم؟؟وعندما لمح هذا السؤال فى عينيها ضحك من قلبه وقال(ادينا بنتسلى)..كانت تكره صوته الناعم وهو يكلم تلك الفتيات..لا تسمع ذلك الصوت ابدا وهو يكلمها..دائما يقسو عليها دائمايأمرها..لم لايحنو فى كلامه معها كما يحنو عليهم؟؟...تحبه كثيرا ولكنها تخافه..كانت تتمنى الذهاب الى الجامعه لترى ذلك العالم الجديد الغامض الذى لا تعرف عنه شىءربما هناك ترى شمسا جديدة نتسى بها (عمر)الذى اصبح لغيرها...نعم..لقد رأته مرارا مع(نرمين)..ازدادت نظراتها لها اشمئزازا..يقول الجميع عنها انها فاسقه..ولكن..عندما تنام وحدها ليلا على فراشها كانت تتمنى لو تصبح ليوم واحد فقط(نرمين)... كانت تدمع عيناها وترتجف وهى تعرف ان الكلام الذى تتمنى ان تسمعه منه تسمعه(نرمين)الان..ربما يضحك ضحكته المميزه اياها بحيث تضيق عينيه..ربما يصف لها جمال شعرها..ربما...كانت تختنق بكل هذا وهى تشعر بالضغط عليها..اخيها يضغط..امها تضغط..ربما لو كان ابيها حيا لضغط هو الاخر ولكنها لاتتذكر منه الان سوى حضنه الدافىء الذى كانت تشعر به يحيطها وهى صغيره...جمله واحده تسمعها من امها(عيب ومايصحش)..وكانت هى الاخرى ترددهاوهى تقنع نفسها بان هذا هو الصواب..كانت تكذب صوت حليم الحالم..كانت تكذب عينيها وهى ترى الايدي المتماسكه على الكورنيش..كانت تصدق امها واخيها وتؤمن بان كل هذا(عيب ومايصحش)..ولكن كانت تنسى كل هذا فى الليل وهى ترى الشمس تشق ظلام حجرتها..وتبتسم فى هدوء وتنسى عندها كلام امها عن ال(عيب ومايصحش)
**********************
دخلت الكليه التى ارادوا منها ان تدخلها..كانت تحب الرسم..تتمنى دائما ان ترسم لوحات تملائها بالشموس الصفراء الحبيبه ولكن فليفعلوا بها مايريدوا..وهناك فى الجامعه الكبيره كانت ترى الجميع يتعارف..الجميع يتصادق..اما هى فرضت بالوحده التى فرضهااخيها عليها..رضت بتفتيشه الدائم المحموم لموبايلها ورده على كل مكالمه تاتيها..رضت بكل هذا لانها تعرف انه يخاف عليها من كل شىء(عيب)او(غبى)يمكن ان تفعله..كانت تريحهم جميعا لانها تعرف انها سترى شعر(عمر)الاشقر فى الليل وسترى عندها الشمس من جديد..لذا تحملت كل كلامهم فى ضيق..نعم كل شىء فى العالم ياساده(عيب ومايصحش)طالما ستتركوا لى الليل ارى فيه الشمس من جديد
*******************
اسمه(حامد)لاتحب هذا الاسم ابدا..لاتحب ايضا عينيه السمراوين الواسعتين ..لاتحب منه اى شىء..اسمه(حامد)وهو صديق اخيها..وخطيبها..بعد ثلاثة اشهر سيكون زوجها..ارتجفت للمسة يده ليدها وهو يضع دبلته الصفراء اللامعه كالشمس فى يدها..واختنقت وهى تضع الدبله الفضيه اللامعه كالقمر فى يده..مرادفا الدبلتين فى عقلها(الشمس والقمر)وقد فقدا اى طعم لهما..تتذكر يوم الخطبه..كان الجميع سعداء فشعرت بالسعاده..كانوا يضحكون فضحكت..حتى ان حامد راى ان الشربات لذيذ ورائع فشربته حتى انه عندما قبلها فى جبهتها واخبرها انه(بحبك اوى)لم ترتجف للكلمه السحريه..فقط نعتته فى عقلها ب(الكاذب)فمتى احبها؟؟؟ربما كان هذا حين البسها الدبله؟وعندما هاتفها فى الليل ليخبرها انه يفتقدها,تسالت متى افتقدها؟؟ربما حين البسها الدبله... ولذا عندما قال لها الكلمه السحريه التى لم تسحرها منه قط اخبرته بمثلها وعندما اخبرهاانه يفتقدهااخبرته بالمثل...ولكن عندما كان يهبط عليها الليل وحدها..كانت ترمق الدبله الذهبيه وهى ترى فيها شعر (عمر)الذهبى..صحيح انه الان خطيب لنرمين صحيح انه ليس لها بعد الان ولكنها مازالت تحلم بالشعر الاصفر الذهبى المضىء..مازالت ترى شمسه فى الليل وترى ابتسامته الرقيقه..فليكن (حامد)او غيره خطيبا لها..فليفعلوا بها ما يريدوا طالما ان تلك الشمس الصغيره ستنير لها ليلها..ومن خارج الغرفه سمعت امها تتحدث مع اختها الصغيره وتخبرها بان شيئا ما(عيب ومايصحش)وضعت الوساده على اذنيها واجبرت نفسها على النوم
*********************
الليله هى ليله زفافها..الكل اخبرها انها ستكون افضل ليالى عمرها..ربما ستكون هكذا..احبت الفستان الابيض الرائع واحبت زينتها الرقيقه..نظرت لنفسها فى المراه وابتسمت ..ورأت من خلفها فى المراه شمسا صغيره لم تعرف سببها..حضرت كل الطقوس المعتاده للافراح..وعندما ذهبت الى البيت مع زوجهالم تشعر بلماسته وحتى قبلاته كانت بالنسبه اليها طقساجديدا لاتعرفه من طقوس الفرح..قضت ليلتها الاولى معه ولم تنسى تلك الشمس الصغيره الموجوده بعيدا وهى تشعر بها تضىء كل شىء فى العالم عدا حياتها..ولكنها ستحتفظ بها الى الابد..حتى وان كان هذا(عيب ومايصحش)اغمضت عينيهاعلى حلم تلك الشمس الصغيره وهى بين احضان زوجهاوتبا لكل شىء(عيب ومايصحش)
*******************
سنوات مرت ولكنها لم تنسى خلال تلك السنوات ان تعلم ابنتها كل ماتلقته خلال كل سنوات عمرها تلك الجمله التى اعتادتها أكثر مما أعتادت الصلاه(عيب ومايصحش)..صحيح ان تلك العفريته الصغيره تكابر ولكنهاستتعلم فى النهايه..هذا هو الصواب وماعداه فهو...(عيب وماي..)
************
ماتت فى يوم أعرف تاريخه جيدا