الخميس، 15 مايو 2008

كلام فى الوحده

الوحدة التي تشعر بها وانت جالس الي طاولة الطعام مع عائلتك يتبادل اباك الضحكات مع اختك,اخيك الصغير ينقل الاطباق وهو يتقافز الكل يتجمع وهم لازلوا يتبادلوا الضحكات وانت تبتسم من وقت لاخر بفعل القصور الذاتي لا اكثر ولكن في الحقيقه انك لاتسمع ولا تعي اي مما يقال وتشعر بطعام والدتك الرائع وكانه حجارة بلا طعم,وراسك مليءباضطرابات تحصرك فى عالم اخر..وتشعر فجاه بأنك محبوس داخل حجرة صغيره او بالاحرى قبر..لاتستطيع التنفس..واباك مازال يمزح واختك تدمع عيناها من الضحك..تلقى الملعقة وتقوم..تسألك امك اذا كنت انتهيت من افطارك فتقول بلا صوت تقريب(ماليش نفس..)
*******************
الوحده التي تشعر بها وانت جالس مع صديقك المقرب يحكى لك عن مشاكله مع حبيبته وخناقته الجديد مع ابيه وتدمع عيناه وقد ضاقت به الدنيا تخبره ان يتماسك وان غدا افضل وكم واجهتنا مشاكل اصعب وحلت فى النهايه وتبدان فى حل مشاكله بهدوء وانت تلقى نكته عليه من وقت لاخر حتى تنفرج اساريره فى النهاية وتبدان فى الضحك سويا ولكنك تشعر بان ضحكاتك بلا صدى فى قلبك وحتى اراؤك التي اقنعت صديقك تشعر انها سخيفه بلا معنى على الاطلاق...وتشعر فجاه بانك محبوس دخل غرفه صغيره او بالاحرى قبر...لا تستطيع التنفس...وصديقك يلقى نكته جديده(اخر حاجه)...تقوم وتتركه فيسالك ان تبقى حتى تسمع هذه النكته التي ستجعلك تضحك حتى الموت فتقول بلا صوت تقريبا(ماليش نفس)
************************
الوحده التي تشعر بها وانت تمشى بمفردك فى الطرقات السماء بلا لون والحديقة التي اعتدت ان تنظر الى ازهارها البنفسجية الرائعة وتبتسم لها كما تبتسم لك كل هذا بلا لون وحتى العشب الاخضر يبدو باهتا تمشى فى شوارع المدينه.. تمر عليك حسناء لاتراها وحتى عطرها الذى يملا الطريق لاتشمه..تقف امام واجهات المحلات وانت لاترى شيئا وتنظر لانعكاس وجهك فى المراه فتجد وجهك كما هو غريبه لقد توقعت ان ترى تغيرا فى جهك لا تعرف اي نوع من التغيير ولكنك تتوقع ان تجده مختلفا يعكس الاختناق بداخلك..يهرع نحوك صبى صغير يحاول ان يبيعك اي شيء وهو يشرح ظروفه الصعبه...تشعر فجاه بانك محبوس داخل حجره صغيره او بالاحرى قبر...لا تستطيع التنفس... يضع الصبى في يدك بالاكراه علبه مناديل صغيره ويقول(يالا يابيه عشان تدخل رينا يحبك وتدخل الجنه)فتقول بلا صوت تقريبا(ماليش نفس)
***************************
الوحدة التي تلتهمك وانت تمشى مع حبيبتك تجوبان الطرقات تحكى لك بصوتها الحنون ما فعلته فى يومها واخبار كليتها وكم تضحى بمجيئها لتراك اليوم تاركه محاضرات وسكاشن ستؤدى بها الى الموت و..و...تنظر فى عينيها وتحاول ان تجعلها تصل للعالم البعيد الذى يحتويك وحدك ولكنها تشيح براسها بعيدا عن عينيك مترجمه نظرة استغاثتك الى نظرة حب جارف,تمسك بيدها فى استماته فهي املك الاخير فى الخروج من هذا العالم البعيد ولكنها تسحب يدها فى دلال وقد احمر وجهها وتخبرك ان (الناس..)تلعن لها ابا الناس فتضحك ولكنها تصر على سحب يدها وتنظر لك فى شوق الى سماع ما عندك من عبارات الحب..وتشعر فجاه بانك محبوس داخل حجره صغيره او بالاحرى قبر...لا تستطيع التنفس...فتسالك حبيبتك بعد ان ضاقت بصمتك(مش حتقلى بتحبنى اد ايه؟؟) فتقول بلا صوت تقريبا وانت تتنهد فى ضيق(ماليش نفس)

*****************
الوحدة التي لن تشعر بها ابدا بعد انتهاءك من صلاتك حين تجلس وحيدا على السجاه الناعمة تبكى فى ضعف وتحكى لله مشاكلك وانت تعلم انه مصغي اليك فى اهتمام وانت تعلم انه لن يتركك كما فعل معك الجميع تخبره انك تعباااااان وانك وحيد وتجد ابتسامه خافته تتسلل الى شفتيك وان الحمل الثقيل على صدرك يتلاشى فى هدوء وان مشاكلك الصغيرة لها كلها حلول وان غدا افضل بالفعل....تقوم من على السجادة لتطالعك السماء الزرقاء من نافذة حجرتك تقف فى النافذة تتنفس الهواء الصباحي المميز وتقع عينيك على الزهور البنفسجية الرائعة المزهوه بنفسها وسط العشب الاخضر الزاهي فتغمز لها فى حركه غزل متعمده وتفتح الموبايل لتسمع صوت حبيبتك الرقيق يخبرك بشوقه وحبه وانها ستراك اليوم فى الكليه تنهى المكالمة ب(محمد رسول الله)النصف الثاني من الشهادة للنصف الثاني من حياتك تخرج من الحجره وانت تشعر انك مستريح وكان صدرك قد غسل بنور تسمع صوت فيروز ات من المطبخ حيث تحضر امك الافطار تذهب للمطبخ وتمسك بيد امك لتراقصها وتخبرها(احنا والقمر جيران..)تضحكان سويا ..تخبرها انه لابد ان تحضر لك مسقعه على الغداء اليوم فتخبرك انها مشغوله اليوم ستحضرها لك فى يوم اخر فتقبل يدها وتقول(معلش ياماما انا ليا نفس ليها اوى)...

هناك تعليق واحد:

slamyasa7py يقول...

رائعه رائعه رائعه لا تعليق