السبت، 17 مايو 2008

وحشتينى..


كنت جالسه على سريرى اذاكر فى هدوء صوت عبد الحليم الحنون يخرج من سماعات الصب بجوارى,رفعت رأسى من على الورق الذى اذاكر به ونظرت لصديقتي الجالستان معى فى الحجره احداهما تذاكر والاخرى ترسم..اضاءة النيون الساطعه الخانقه التى اكرهها البويلر يغلى..نظرت لموبايلي النائم فى صمت مستفز والقلم فى يدي والورق امامى واحسست بحنين واحتياج شديد الى حضن قوى.... حضن اعرفه جيدا ويقطن على بعد مئات الاميال منى وجدت نفسى اغمغم بصوت منخفض(ماما)
هذا الحضن الرائع المفعم بالدفء وبرائحه عطرها الخليجي المفضل المختلط برائحه المسحوق تلك الرائحه الذكيه التى يمكن ان اميزها من بين مئات الروائح,هذا الحضن الذى كنت اخذه منها بالاكراه احيانا وهى مشغوله بتحضير الطعام او غسل الاطباق واضحك باعلى صوتى وهى تحاول التملص منى...الحضن الذى كان يضمنى فى الثانويه العامه عندما تقلق فى الليل تجدنى اجلس وحيده اذاكر واسمع شفتاها وهى تتمتم لى بالدعاء بالنجاح وادعيه الرقى فابتسم فى رضا عن الكون والحياة واشعر ان جلستى حتى هذا الوقت اذاكر لم تكن بلا فائده...الحضن الذى اصبح جافا منذ فتره طويله منذ بدات خلافاتنا معا وفقد قوته الحانيه التى احسستها وهى تودعنى عند باب المدينه فى المنيا لاول مره وتخبرنى ان غدا افضل..وجدتنى اتذكر ملامحها عندما ودعتنى فى المره الاخيره وانا ذاهبه الى المنيا وهى قلقه وخائفه على وقد نست فى لحظه كل خلافاتنا واصرت على حمل حقيبتى حتى اسفل العماره.....وغمغمت للمره الثانيه وانا اتنهد فى عمق
(ماما)

سالتنى صديقتى اذا كنت اكلمها فلم ارد عليها وانا اشعر بان دموعى تتجمع فى عينى وقمت بسرعه من علي السرير وهرعت الى الحمام وانا لا ارى امامى من الدموع واجاهد الا يراها احد وعندما دخلت الحمام وقفت خلف الباب وبكيت فى صمت ومن وسط دموعى لم تخرج سوى كلمه واحده(ماما)....

هناك تعليق واحد:

أشرف حمدي يقول...

انتي مشروع أديبة
أكتبي ، ماتبطليش كتابة بجد
وفكري في الكتابة الروائية
صدقيني