الخميس، 29 مايو 2008

موقف واحد


بعد مشوار مرهق داخل الجامعة والتي لا اذهب اليها كثيرا لان كليتي خارج الجامعة...ركبت الميكروباص الحبيب..كان الوقت ظهرا وحرا وذبابا واحسست بانى مفاعل نووي مستعد للانفجار فى اي لحظه..جلست فى كرسي بسرعه قبل الازدحام ونظرت بجانبي لاجد فتاه..حسن جدا الان يمكنني ان اخذ راحتي اكثر بل ويمكنني ان افرد ساقى ..هكذااااا..كانت جلسه ممتازه ولكن الميكروباص العزيز بدا فى الازدحام حتى الموت..استقمت فى جلستي قليلا كداعي من دواعي الادب...وبدا الميكروباص فى التحرك على مهل..اكز على اسناني فى ضيق..يقترب(التباع) العزيز يجمع الاجره فوجدها زادت(خمس قروش)..حسنا ساعطيه الخمسين قرشا وساخذ الباقي من قلبه..بدا التباع فى مزاولة فن (التحميل)المميز لكل الميكروباصات داخل مصر ..كان كل الكراسي ممتلئه تماما وحتى كرسي الثلاثة جلس عليه اربعه..اعرف ان الازدحام شيء مميز فى الميكروباصات ولكن ليس بالمنيا التي لا تتسم بالازدحام..اخذت اطوف بعيني على الجالسين..وانا اعترف بهوايتي المفضلة فى مراقبه الناس فلو سجنت امام نافذه لن اشعر بملل ابدا..وجدت كماهي العاده الفئات المختلفة من الراكبين..امامي مباشره فتاه سمراء بديعه الحسن(انا اقدر السمروات كثيرا)ولكن جمالها كله اختفى تحت قناع لا يقل سمكه عن 2سنتيمتر مما جعل لون وجهها ازرق مخيف ووضعت لطعتين حمراوين على وجنتيها كالمهرجين اما عيناها فكانت اللوحة الخرقاء الحيه فى وجهها حتى توقعت ان اجد توقيعها بالاسفل..الوان متنوعه وخطوط سمرا وحمراء.. جوارها شاب يحاول جاهدا ان يرسم اعتى ملامح الرومانسية على وجهه..يحاول اضحاكها..وهى تكتفى بالأيمأت والابتسامات فقط..ابتسمت فى حكمه لا ادرى سببها وانا انظر لهما..الكرسي الاخر جلس عليه رجل مسن من الطراز الذى يعلق على كل شيء ويرى دائما ان الحياه(باظت)والسبب بالطبع(الشباب الصايع)..شاب ملتحي بعلامه صلاه بارزه يمسك بمصحف ويقرا فى هدوء..موظفتان عائدتان من العمل..ثلاث فتيات بالمقعد الخلفي معهم شنط سفر عملاقه فلا تنسى ان هذا اخر الاسبوع حيث يسافر كل اهل القرى حول المنيا الى اهلهم..اغمضت عيني وانا احلم بنسمه هواء واحده تهب على وافكر فى الامتحان القادم..توقف الميكروباص ثانيه..تبا..صعد شاب مستفز الملامح..مستفز الملابس..اشحت بنظري عنه فى اشمئزاز.. جلس امامي بكرسيين..حاولت جاهده ان اطرد رائحه العطر الخانق الذى يضعه و التي بدات تتسرب الى امعائي فى قوه..توقف الميكروباص ثانيه فبدا عقلي فى استحضار الفاظ بذئيه لينعت بها السائق والتباع والجميع..ركبت سيده مسنه للغايه..ترتدى الجلباب الصعيدي المميز وعلى راسها التفت اكثر من طرحه عملاقه..ظهرها محني فى ضعف..لم تجد بالطبع كرسيا خاليا فوقفت بين الكراسي فى ضعف وقد خنقها الحر والملابس الثقيلة فوقها وفوق كل هذا سنها الكبير..نظرت حولى...لاشىء....لم يهتز احد ولم يبد على احد انه لاحظها اصلا...لم يسال اي شخص نفسه كيف ستقف هذه العجوز فى هذا الحر والازدحام ووجهتها بعيده كما يبدو..المهم توكلت على الله ووضعت حقيبتي على كتفى وانا اودع كرسي فى حزن..ساقف لتجلس السيدة ولتستريحوا انتم فى مقاعدكم باساده وليغفو كل شارب فوق شفة كل منكم..قبل ان اقف وجدت الفتى المستفز يقفز بسرعه من مكانه وهو يمسك بيد العجوز ويغمغم بابتسامه(اتفضلى ياحاجه)اخذت هي تعتذر له فى شده وتساله ان يستريح ولكنه رفض فى قوه,نزلت فتاه وتبقى مكان بالكنبه الخلفية وسط فتيات اخريات...رفض ان يجلس فى ضيق والتباع يحاول اقناعه وبالفعل ازاحت له الفتيات مكانا ولكنه رفض وقد احمر وجهه ان يجلس وسطه ويضايقهم..ابتسمت وانا ارى هذا الحياء فى وجهه..ورفعت عيني لاتامله مره اخرى..القميص البرتقال المستفز المفتوح حتى منتصف صدره..الجنزير الذهبي حول رقبته وشعره الاصفر الناعم المنسدل على جبهته وبشرته البيضاء الحليقة بعنايه لا تنتج ابدا عن ماكينه حلاقه بل(فتله)بالطبع..وفوق هذا كله الصليب الكبير على المدقوق على رسغه..تاملت هذا كله وعرفت ان للرجولة مقاييس اخرى تبتعد كثيرا عن القميص المستفز والملامح الرقيقة..هذا الشاب المختلف عنى فى ديني وذوقي وفكرتي عن الرجولة يملك اضعاف الرجولة من الشاب الملتحي الذى اغلق مصحفه واكتفى بمراقبه الناس هو الاخر وهو يتمتم بالادعية من وقت لاخر..ليست هذه اول مره ارى شابا يجلس مكانه امراه مسنه ولكنى اول مره اجد فتى يملك هذا الحياء مع هذا المظهر..غير هذا الفتى نظرتي السطحية الى المظهر والدين بشكل كبير..عزيزي الشاب المستفز احيي فيك جدعنتك ورجولتك وفوق كل هذا قميصك المستفز

نزلت من الميكروباص وانا اشعر بان الجو ليس حارا الى هذا الحد...

هناك 4 تعليقات:

Hook يقول...

على العكس...الرجولة ليس لها إلا مقياس واحد...و قد وضعت يدك عليه فعلا.
بل و لا يجب أن نسميها رجولة, فهي ليست حكرا على الرجال. فلنسمها "جدعنة" كما قلت أنت.
تحياتي...
:-)

bembo يقول...

ياسلام يابشمهندسه على الحكم اللى بتطلع من دماغك
انتى على كده هتكرهينى لما تشوفينى بس كويس انى عرفت من دلوقتى
والنبى تركزى فى مزاكرتك وتبطلى سرحان فى الناس وتضييع وقت
انا رايح اغير القميص البرتقانى اللى فاتحه لنص صدرى
مع انى شكلى حلو فيه:-)
اكيد عرفتينى

slamyasa7py يقول...

فين الجديد

Unknown يقول...

الناس مش بالمظهر بس مع مسؤليه الشخص عن المظهره لآنه ديما بيدى الانطباع الاول للناس عن الواحد

و بعدين كلمه للشباب اقف لآى حد محتاج اى كان راجل او ست واحد مش قادر يقف ست و شايله ابنها صغير او بنت و لاتوبيس زحمه و كل اللى وقفين شباب
امااااااااااااااااااا
هههههه اما لو وحده وقفه عادى
فأبدا ابدا ابدا قاسم امين ده حبيبنا فين المساواه؟ يعنى هوا لو كان واد كنت هقفله ده حتى يقولوا علينا ضد المساواه

منظرنا هنطالب بقاسم امين جديد
بس للراجله