الخميس، 15 مايو 2008

الشعور(.....)

عائده من عملها تشعر بارهاق شديد والحر يخنقها وازدحام وسط البلد لم يرحمها..مسحت جبهتها بظهر يدها وتوجهت للبناية العاليه القديمة للطبيب الذى اخبرها الجميع ببراعته,كل عائلتها وعائلة زوجها يريدون منها ان تحمل ويخبروها بانها ستنجب اكثر اطفال العالم جمالا فقط لو حاولت قليلا وزوجها متفاءل وينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ولكن هي فانها لاتأبه لشيء لا تريد ان يكون لها طفل من زوجها واذا حدث وجاء هذا الطفل فهذا لا يهمها ايضا كان جل ما تشعر به(.........),فقدت الاحساس بطعم الحياه منذ وقت طويل حتى يوم زفافها لم تشعر بسعادة وكان شعورها كالعاده(.......)وعندما صعدت مع زوجها لغرفتهما بالفندق الراقي المطل على البحر وقفت امام زجاج النافذة ترمق الامواج المتلاطمة وكل ما تشعر به(.....)اقترب منها زوجها وهو يخبرها انها رائعه وان هذا اسعد ايام حياته,لم ترد ولم تتاثر حتى عندما قبلها لم تشعر بأثاره ان هذه قبلتها الاولى فقط شعرت بانها تريد ان تنام لتخمد راسها وروحها المرهقة من الشعور(.....) الذى يلازمها دائما واليوم عندما يخبروها بضروره انجابها لا تشعر بجديد
توقفت امام المصعد العتيق المميز لمعظم مباني وسط البلد القديمة صعدت للعياده تجد ان مستواها اقل مما توقعت ومما اعتادت واندهشت من الازدحام وذهبت لتسال الممرضة عن دورها,دخلت بعد قليل وجلست قليلا مع الطبيب الذى اختنق هو الاخر بلا مبالاتها اعطاها بعض المقويات واخبرها انها لم تنجب بعد فقط لانها لا تريد ان تنجب...خرجت من العياده وهى تعرف انه لا جديد ستتناول المقويات ولكنها لن تنجب فهي لا تريد الانجاب ولا تابه له...امسكت الروشتة بإهمال فى يدها ووقفت امام المصعد..جاء شخص بجوارها ينتظر المصعد هو الاخر لم ترفع عينيها اليه ,مد يده يضغط على زر استدعاء المصعد وعندها تسمرت عينيها على يده....الاصابع الطويلة التي تنفر منها العروق وتنبهت لرائحه العطر المميز الذى طالما عشقته وحاولت دائما ان تكرهه فلم تستطع..رفعت عينيها اليه فى سرعه وذهول فاصطدمت بعينيه الصدوقتان المندهشتان مثلها تماما عادت بعينيها ثانيه الى الارض..توقف المصعد امامهما فدخلت ودخل هو الاخر..توقفا ولم يضغط اي منهما اي زر..مدت يدها لتضغط على الارضي ومد هو الاخر يده,اصطدمت يدها بيده الباردة فارتجفت وسحبت يدها فى سرعه قال فى حرج(اسف,مكنتش اقصد)غمغمت بشيء ما لاتدرى كنهه,رفعت عينيها اليه مره اخرى فوجدته يتاملها فى هدوء ودقه ولم يرفع عينيه من على دبلتهاالذهبيه وهو يسالها فى صوت خافت(ازيك؟؟)شعرت بوجنتاها ستنفجر من الاحمرار واجابت(الحمد لله,عايشه)واردفت وهى تبتسم ليده الخاليه من اى قيود فضية(وانت اخبارك ايه؟؟) ضحك فى هدوء وقال(تماااام)..ولاول مره منذ عامين تشعر,شعرت بالغضب والحزن وهى تتذكر جرحه القديم عندما تركها لوحدتها..تركها فجأه بعد ان اصبح كل حياتها,تركها بدون اسباب وبدون كلمه وداع او كلمة توضح لم تركها..تركها لتعيش فى هذا البرد الذى يلف اوصالها وهى تفتقد حضنه يوما بعد اخر حتى تجمدت اوصالها ومشاعرها ومن يومها ويلازمها هذا الشعور..الشعور(.....),تجمعت الدموع فى عينيها وهى تتذكر هذا الجرح القديم الذى لم يلتئم ابدا والذى يضنيها فى الليل بعد نوم زوجها فتتكور على نفسها فى السرير وتدمع عينيها وهى تتسال(سابنى ليه؟؟)كانت اول مره فى حياتها تجرب ان تعطى لشخص ما,اعطته كل مخزونها من الحب والفرح والبكاء والغضب ولذلك عندما تركها تركها كلوح اجوف بلا روح بلا احاسيس بلا مشاعر...رفعت عينيها المليئتين بالدموع ونظرت اليه فى اتهام,لقد اغتصب منها حياتها وقتل احاسيسها وسب كل معنى رائع حملته بداخلها يوما..جرائم كثيره ارتكبها وفر فى هدوء,بدون محاكمه وبدون عقاب.. ولكنها(للأسف)لم تكرهه يوما ومن بين اسنانها وبكل الغل والحب بداخلها..بكل الشوق الى الأرتماء فى احضانه..وبكل الحنين الى لمسة يده الباردة لوجهها..سألته السؤال الذى اضناها والذى تمنت فقط ان تراه يوما لتساله هذا السؤال ومن بين شفتها خرج صوتها خافتا(ليه؟سبتني ليه؟؟)...خرج سؤالها فى نفس اللحظه التي قال فيها هو الاخر وبصوت خافت ايضا(انتي وحشتينى اوى)..ضحكت فى عصبيه وهى تسمع هذه الجمله منه وتمنت ان تصفعه فى عنف...توقف المصعد فى الارضي ولم يتحرك اي منهما..دخل الناس وصعد المصعد وكل منهما صامتا يفكر فى كلام الاخر...فرغ المصعد من الناس ثانيه...قال فى تردد(انا اسف..بجد اسف اوى..)نزلت من عينيها الدمعتان الساخنتان وتمتم هو يكمل كلامه(انا مكنتش عارف بتصرف كده ليه..بس انتي عارفه انا مش بتاع جواز..انا حبيتك بجد وكنت ب..)قاطعته فى اشمئزاز(اخرس..)سكت فى دهشه وقال فى توحش وذهول(نعم؟؟!!!!ايه اللي بتقوليه ده؟؟؟؟)قالت ثانيه وباشمئزاز اكبر(اخرس..)توقف المصعد فى الارضي وخرجت هي مسرعه وقد نبتت ابتسامه طفوليه خافته على شفتيها,مازال غروره على حاله لم يتغير..استدارت لترمقه فوجدته على وقفته المذهولة وهو لا يصدق بعد سمعه,لقد ارضت دموعها غروره وكان سيتمادى فى هذه التمثيلية السخيفة,مازال كماهو..لاشىء...حياة بوهيميه شديده بلا هدف سوى ان يحيا فقط,وأستخفاف بمشاعر من حوله..ونظرت لعينيه الذابلتان وقد فقدا لمعتهما السابقه ولكنهما لم يفقدا بعد غرورهما..استدارت وغادرت البناية فى هدوء..مسحت دموعها من وجهها وقد احست بانها اضاعت سنتين من حياتها فى وهمه وهى تتخيل انه سيكون افضل زوج وان حياتها معه ستكون الافضل..هرااااء.....ولأول مره منذ عامين تشم رائحه للهواء..السماء زرقاء رائعه..وتذكرت زوجها وملامحه الوسيمة..ركبت تاكسي وذهبت مسرعة الى عمله..اقتحمت عليه المكتب واستقبلها هو بابتسامته المعهودة التي لم يبخل بها عليها منذ ان رأها اول مره وحيده بالنادي وذاب فى هواها على الفور..ارتمت فى احضانه وقد احست فجاه بشوق الي ذراعيه الحنونتان..قالت فى خجل لا تعرف مصدره وبصوت خافت ولأول مره(وحشتني..)قال فى هدوء(وانتي ياحبيبتى)اخترقت اذنها كلمة(حبيبتي)الرائعة وهو ينطقها وشددت يديها المتعلقتان برقبته..لن تضيع ثانيه اخرى من عمرها على هذا الماضي القبيح..وانتبهت للروشتة التي مازالت فى يدها فأطبقت اصابعها عليها..ستأخذ الادويه..وستحمل..وتنجب طفلا سيكون اروع مما حلمت يوما وسيحمل فى ملامحه جزء منها وجزء منه ولن يحمل اى جزء من الماضى الذى قتلت به نفسها يوما....

هناك 3 تعليقات:

الأباصيرى يقول...

يخرب بيت دماغك
أستاااااااذة بجد

أحييكى

الأباصيرى يقول...

خليت واحد صاحبى قراها
وبعد ماخلص
سكت
وولع سيجارة
وسند ضهرة على الكرسى

وقاللى

سيبنى انا عامل دماااااغ بالقصة دى

افتكروا الجمايل دى

dody يقول...

بجد القصه عجبتني اوييي ومش لااقيه اي كلااام ائوله واوصف بيه مدي اعجابي بيها ربنا معاكي ويوفقكك ويحميكي